الاثنين، 18 نوفمبر 2013

فهرست كتاب : مآثر الحقيقة فى تاريخ نقد التوراة من عصر السبى حتى القرن العشرين

مآثر الحقيقة 
و
نقد التوراة
من السبى البابلى حتى القرن العشرين



كهوف وادى قمران حيث تم العثور على مخطوطات قديمة خاصة بفترة العهد القديم 


بقلم الدكتور القس : ﭽوزيف المنشاوى

١- مقدمــــــــــــــــــــة الكـــــــــــتاب ، والفصل الأول "إســــــــــــــــم التـــــــــــــوراة"
http://bible011.blogspot.com/search?updated-max=2009-10-09T15:45:00%2B02:00&max-results=7&start=5&by-date=false
٢- الفصل الثانى : نقـــــد المحــــتوى ، أولآ : التعرف على المحــــــتويات الخاصة بالتـــــــــوراة
http://bible011.blogspot.com/2009/10/blog-post.html 
٣- الفصل الثالث : مدخل لنقد الكــــاتب وكتـــــابته ، بين النـــــــــقد والإنتـــــــــقاد 
http://bible011.blogspot.com/2009/12/youtube-befadl-nemateka-by-clara-shokir.html
٤- الفصل الرابع : مدارس الـــــــــنقد. أولآ : من عصر الـــــسبى حتى مطلع النـــــــهضة الأوربـــــية 
http://bible011.blogspot.com/2009/12/youtube.html
٥- الفصل الرابع : مدارس النـــــــقد . ثانيآ: عصرالنهــــضة الأوربــــية حتى عصر 
ﭭيلــــــهاوزن
http://bible011.blogspot.com/2009/12/youtube.html
٦- الفصل الرابع : مدارس النقد . ثالثآ : مرحلة 
ﭭيلــــــهاوزن ومعاصريه ومرحلة ما بعد ﭭيلــــــهاوزن حتى القرن العشرين 
http://bible011.blogspot.com/2010/06/blog-post_26.html

٧- الفصل الخامس :
 أولآ : الرد على آراء النقاد
ثانيآ : الأثر المضاد لفكر 
ﭭيلــــــهاوزن ( مدارس النقد الأوربية الحديثة -  نظرية المقتطفات - النقد الجذرى )
http://bible011.blogspot.com/2010/06/blog-post_4024.html
٨- الفصل السادس : أبحاث أثرية - الخاتمة - المراجع الهامة
http://bible011.blogspot.com/2013/11/blog-post.html

الفصل السادس أبحاث أثرية والخاتمة والمراجع

الفصل السادس

أبحاث أثرية

 "علم آثار الكتاب المقدس"*٢٠٦ هو أحد العلوم الحديثة التى إستفادت من التقدم التقنى الهائل فى البحث عن الآثار وكيفية التعامل معها وتحديد عمرها الزمنى والوقوف على تحقيق المخطوطـــــات بمختلف أنواعها سواء كانت مكتوبة على الفخار أو ورق البردى أو الخشب أو منحوتة على الصخور أو محفورة على الجدران ، ولقد توصل علم الآثار إلى نتائج مذهلة فبالإضافة لأجـــــــهزة قياس العمر الزمنى من خلال إستخدام الكاربون ١٤ وأجهزة الموجات الصوتية الكاشفة لوجـــــود دهاليز أو حجرات أو فراغات فى باطن الأرض أو داخل الجبال ، وبالإضافة للمواد الكيميائية الـــتى تساعد فى عمليات الترميم بل وتنظيف الأثر ، بالإضافة لمعرفة أنواع الأحبار المستعملة فى الكتابة والعصور والحضارات التى كانت تستعمل كل نوع منها على حدة ، كذلك معرفة نوع أوراق الكتابة أو نوع الأخشاب أو الطينة الأصلية لكل نوع من الفخار وأنواع الأحجار المستخدمة للحفر عليها ، ومن خلال معرفة تركيبها النوعى يمكن التعرف على الأماكن التى تنتمى لها ، والشعوب القديــــمة التى كانت تستخدم أى نوع من أنواع هذه المواد ، فإنهم قد توصلوا كذلك لتمييز نوع الخطوط التى كان القدماء  يسجلون بها مخطوطاتهم ، وشكل الحروف والتى تدل على  الزمان الذى كتبت فـيه هذه المخطوطات .
ووضعوا قواعد علمية من خلال الدراسة والبحث لتحقيق المخطوطات والحكم على مصـــــداقيتها ، فإنه على سبيل المثال لا الحصر ، يمكن لكاتب فى العصر الأحدث كتابة مخطوط بخط ينتمى لعــصر أقدم ، أو يستخدم مواد مثل المواد التى كان يستخدمها الناسخ حينذاك ولكن ليس ممكنآ أن يحدث العكس ،  فنفترض أن يتكهن ناسخ قديم بالخط الأحدث ويستخدم المواد التى لا تزال فى حُـكم الغيب ، وهناك الكثير من القواعد لتحقيق الأثر مثل هذه .
 ونحن لسنا بصدد دراسة هذا العلم ولكن هذا العلم ساعدنا فى الرد على إفتراضات النقاد فبينما هم يفترضون فروضآ يسمونها بأسماء لامعة - من قبيل فروض علمية ، أو منهجية ، أو منطقية ..إلى آخر هذه الألقاب - إلا أنها تبقى وتظل فروضآ أو إفتراضات لا ترقى لدرجة أن تمثل لنا حقيـــــــــقة علمية بعينها لأنها لا تستند إلى أدلة مادية .
 فقد سبق أن إفترض البعض عن التوراة أنها كانت موروثة كتعليم شفاهى ولم تكتب إلا بعد السـبى إستنادآ إلى فرضية عدم وجود لغة عبرانية مكتوبة قبل السبى ، وكان دليله هو تلك الحــــــــــروف الكلدانية التى تكتب بها العبرانية والتى تستخدم فى كتابة التوراة وكافة كتب العهد القــــديم ولا زال التعامل بها ساريآ فى العصر الحديث .
لكن كان لعلم الآثار الكتابية كلمة أخرى تستند على أدلة مادية من خلال إكتشاف الكـتابات العبرانية 
بالخطوط العبرانية السابقة فى العهد على إستخدام الحروف الأبجدية الكلدانية ، بل وتعرفـــــنا على مراحل تطور وتغير خطوط الكتابة بهذه اللغة .
والواقع فإنه كل من يطالع كتاب *٢٠٧ مستر كينون "كتابنا المقدس والمخطوطات القديـمة"، يخال له أنه لا توجد شاردة ولا واردة أتى بها الكناب المقدس بعهديه إلا و كانلها شهادة كامنـــــــــة فى أعماق الأرض أو فى المغائر والكهوف التى تنتشر هنا أو هناك فوق الأراضى المقدسة .
 ذلك مع أن كتاب مستر كينون السالف الذكر تمت طباعته عام١٩٥٨م فلم تُسَجل فيه الأبحاث الحديثة الأخرى التى كان لها الشأن فى إثبات كلمة الوحى. عكس ما ذهب إليه الحالمون أو المُفتَرِضوِن من  أمثال " ولهاوزن " ومن سبقه أو لحقه .
فها هو "هارى توماس فرانك"*٢٠٨ فى كتابه باللغة الأنجليزية "المصاحب الأثرى للكــــــــــــتاب المقدس" صفحة ٢٦ حتى صفحة ٢٩ من هذا الكتاب المطبوع عام١٩٧٢م يكتب ما يلى :- 
منذ حوالى أربعين عامآ - يقصد فى بداية الثلاثينات من القرن العشرين - مضت كان هناك رجـــلان إنجليزيان قدما للعالم أعجب إكتشاف حقيقى وهما"هوارد كـــــارتر"*٢٠٩ و"لورد كارنارﭭـون " * ٢١٠  وكان هذا الإكتشاف هو"مقبرة توت عنخ آمون" الذى توفى عام ١٣٤٤قبل الميلاد . ولكن خلال سبع سنوات بعد هذا الإكتشاف توفيا فى ظروف غامضة ظنوها "لعنة الفراعنة". 
ولكن الأبحاث لم تتوقف فلقد لحقهم إنجليزى آخر وهو*٢١١ ليونارد ووللى وكان حقل أبحاثــه عند أور قرب "بغداد" وهو الذى وجد إشارات وبراهين أكيدة تؤيد قصة الطوفان وفلك نوح المذكــــور فى التوراة قى سقر التكوين ٦ : ٥ - ٩ : ١٧ .
لكن الأبحاث إستمرت بعد الحرب العالمية الأولى فقد كانت الحرب قد أعاقتها عن الإســــتمرار ففى حوالى عام ١٩٤٠من الميلاد تم إكتشاف بعض المخطوطات فى كهف جنوب غرب البــــــــحر الميت ، وكانت هذه المخطوطات جزء من مكتبة تخص إحدى الطوائف اليهودية التى كانت موجودة وتعيش قديمآ فى وادى قمران وصار مكانها الآن أطلالآ مجردة .
أما عن تاريخ هذه المخطوطات عمرها منذ حوالى القرن الثالث قبل الميلاد وقد سُمـىَ هذا الإكتشاف فيما بعد بإسم"مخطوطات البحر الميت".
وكل من يقرأ  كتاب *٢١٢ ألبرايت "التاريخ والآثار والإنسانيات المسيحية"يجد عددآ من الأبــحاث الأثرية الهامة بشأن العادات والتقاليد المتبعة فى العالم القديم ما  يطابق تمامآ الصورة المُــعطَاة لنا فى التوراة" وعلى حد تعبيره "فإن الإكتشافات الأثرية تشبه المرآة التى تنعكس فيها أشعـــة الحق الإلهى المدون فى التوراة فها نحن نجد لكل حادثة صدى أثرى" .
وقد كانوا إلى عهد قريب يظنون أن اللغة العبرانية حديثة العهد ، تلك التى تم تدوين العهد القــــديم بها ، لذلك أرجع البعض بناء على هذه الفكرة تاريخ كتابة العهد القديم لسنوات متأخرة لا ترتــــبط بتاريخ موسى كاتب التوراة تلك الفكرة التى تبناها أغلب النقاد .
 لكن الأبحاث وجدت أن اللغة العبرانية هى من أقدم اللغات وأوسعها انتشارآ واستخدامآ فى العالم القديم فقد كانت موجودة .
فلقد استخدمت حتى جنوب الوادى الأخضر فى مصر وحتى فى صحرائها ، كما شهدت ميلاد النــيل وشهدت لها الأسر الحاكمة التى توالت على عرش مصر ومنها الأسر التى بنت الأهرامات .
     ولدينا فى هذا الشأن مخطوطات بالعبرانية تعود إلى عصر الهكســــوس حوالى عام ١٧٠٠قبل الميلاد ، وللمزيد من الأطلاع هناك العديد من الكتب الأثرية مثل كتاب "جريسمان"*٢١٣ الذى ذكر فيه شيئآ من هذه الكتب المكتشفة فى الوجه المُرَقَّم سى سى إل أى إكس*٢١٤ (أى)٢٥٩ من كتابه "صور من العهد القديم "  *٢١٥  وقد كان أصل العبرانية أى اللغة الآكادية معروفآ منذ القــرن الخامس عشر قبل الميلاد بوصفها اللغة الدبلوماسية لمصر فى ذلك الحين وتشهد لذلك خطابـات تل العمارنه.
فلم يكن الوحى شفاهيآ كما زعم النقاد بسبب عدم وجود لغة للكتابة فى ذلك الحين كما ظـنوا ، بل لقد صيغت العبرانية وعرفها حكام مصر منذ القرن العشرين قبل ميلاد المسيح ، بل أيضآ تم العـثور على كتابات عبرانية يرجع تاريخها للقرن الأربعين قبل ميلاد المسيح ، لكن هذا التاريخ الأبــــعد لم تكن اللغة قد تطورت فيه إلى حد الكتابة لكتب متطورة مثل سائر الكتب المصرية والآشورية آنذاك ، لكن يمكننا القول بأن الكتابة بمعناها الأدبى الدقيق باللغة العبرانية كانت معروفة حوالى عام ٢٠٠٠قبل الميلاد ، وهذ التاريخ سابق على عصر "موسى" ببضعة قرون .
وللمزيد نقرأ كتاب "مارتن"*٢١٦ "مخطوطات البحر الميت لإشعياء"عام ١٩٥٤م الصـفحة ١٨ إن الإكتشافات التى تثبت تاريخ العبرانية وصدق حوادث التوراة وإتساقها مع الواقع كثيرة ، ولــعل منها "نصوص *٢١٧  نوزى  ونصوص مارى" .
 لكن الكشف الفذ الذى فيه نصوص صريحة من التوراة هو إكتشاف: "مخطوطات البحر المــيت"  وها نحن نقدم ملخصآ للصورة التى نُشرت فى "مجلة الأثرى الكتابى"*٢١٨فى عدد مايو ١٩٤٨م فى مقال عنوانه" إكتشاف ظاهرة طبيعية"*٢١٩ وقد كان البحث عن بداية عهد الإكتشـاف ثم تبعه
بمقالات أخرى لمتابعة البحث ، لقد بدأ
الإكتشاف عندما تعرف الباحثون فى المدرسة الأمريــــــكية للدراسات الشرقية بأوروشليم على أربع مخطوطات تم إعطائها لهم من دير السريان المسمى "دير القديس مرقس" فى أوروشليم ، وكانت هذه المخطوطات عبارة عن كتاب لسفر أشــــــــــــعياء كله وتفسير لسفر حبقوق وبعض الكتابات السرية (التى كانت تخص جماعات انتشرت قبل مـيلاد المسيح فى الصحراء حيث تمارس طقوسآ للعبادة مبتكرة ومأخوذة من الأمم الأخرى) .
أما المخطوط الرابع فقد كان مصنوعآ من الجلد وكان يخشى أن يفسد بفتحه ، وكانت عليه ثــــلاثة حروف كرموز لكلمات وهى "أ ش ر אשר" فأرسل "ميللر بوروز"*٢٢٠خطابآ بتاريخ ٧ مـارس١٩٤٨م إلى مدير المدرسة بأوروشليم راجيآ منه أن يعطيه فرصة للبحث ، وبعد شهر كــــامل أى فى أبريل ١٩٤٨م تعرف على تاريخ الكتابة لمخطوط إشعياء وقال أنه على الأقل القرن الأول قـــبل الميلاد ، وإنتشرت الأخبار المذهلة فجذبت أنظار العلماء للمنطقة فشهدت أرض فلسطين العـديد من رحلات المستكشفين الذين جمعوا العديد من المخطوطات التى سُميَت فيما بعد بإسم "مخطوطـــات البحر الميت" وهى عبارة عن مواد مختلفة من الكتاب المقدس تصل أعمارها إلى الألف ســـــــــنة الأولى قبل الميلاد.
ثم أعلن "سوكينيك" *٢٢١من علماء الجامعة العبرية فى أبريل عن إكتشاف عظيم قام به ، وبـــعد عامين من هذه الإكتشافات إزدادت عدد الكتب والمقالات  التى تناولت مخطوطات البحر المـــــــيت لكنه حدث فى أحد أيام الشتاء لعام ١٩٤٦- ١٩٤٧م أن كان ثلاثة من البدو من قبيلة "طعميرة *٢٢٢" والتى كانت تسكن فى برارى البحر الميت بالقرب من بيت لحم ، كانـــوا يجُزّون الصوف من أغنامهم فى موقع يبعد عن مدينة الملح القديمة جنوب غربها بمسافة نصف ميل ، تلك القرية التى سميت حديثآ بإسم "خِربة قُمران".
 وكان العلماء يحفرون هناك منذ منتصف القرن الماضى وعرف العلماء المكان بوصـفه قلعة رومانية قديمة أُقيمت مكان بلدة ذُكرت فى العهد القديم وهى "عمورة" .
 ولو كان البدو يعرفون هذه القصة  لكان الموقف مختلفآ معهم  لأن المكان بهذه الصورة يكون محفوفآ بالأخطار على أغنامهم وذلك لكثرة السراديب التى تكون عادة موجودة فى هذه الأماكن.
ولاحظ أحدهم وهو يقود قطيعه واسمه "جمعة محمد" وجود حفرتين فى مكان عالى لا يمكن أن يكونا كهفين ، وبدافع حب الأستطلاع صوب عددآ من الحجارة لأقرب تلك الفتحات فســـــمع صوت ارتطام أحد الأحجار كما لو كان كصوت إنكسار إناء فخارى ، فلم يكن الصوت هو صـــــوت إرتطام حجر بأحجار أو رمال ، وقد تدرب كبدوى على تمييز مثل تلك الأصوات.
لكنه لم يستطع أن يواصل البحث حيث قد حلّ الظلام فأجَّل البحث للغد فى الصباح الباكر فقـد ظن أن هناك أوانى بها ذهب أى كنز ، فما الذى يمكن أن تحتويه أوانى فخارية فى مكان مهجور مثل هذا ؟
وأتى فى الصباح برفقة أثنين من رفقائه هما "خليل موسى" و "أحمد الحامد" وقد أسـفرت  مجموع إكتشافات هذه المجموعة عن إيجاد العهد القديم كله عدا سفر أستير  ،غير كتاب لتفســـير سفر التكوين  ،وتفسيرآ لسفر حبقوق  ،وكتابآ آخر يحتوى على صلوات الشكر والطقوس الخـاصة بهذه الطائفة .
لقد كُتِبَت الآف المجلدات الضخمة فى تحقيق التراث العالمى الذى ثبت من خلال آثار ماديـــة تنتشر فى مختلف المتاحف والمكتبات الوثائقية لتحقيق المستندات التى تعبر عن جزء من التــــــــوراة أو التوراة كلها أو أحد أسفار التوراة ولا تزال الطائفة السامرية تحتفظ بنسخة من التوراة المـــــكتوبة فى عصر موسى بالعبرانية القديمة .
ومن بين المخطوطات والآثار ما لا يكون بشكل مباشر عبارة عن نص من نصوص التوراة ، ولكن
آثار تتحدث عن أحداث تاريخية معينة مدونة فيها حدوث تلك الأحداث فى ذلك العصر التى  تـمت كتابة المخطوطة فيه ويثبت الأثر من خلال تسجيله لتلك الأحداث أنها بالفعل حدثت فى الزمان الذى تعبر عنه التوراة .
فمن عادات الزواج لدى سكان بلاد ما بين النهرين التى تفصح عنها مخطوطات "نـوزى ومــارى" فى العصر المواكب لإبراهيم واسحق ويعقوب الذين تزوجوا تبعآ لتلك الأعراف وتسجل التــوراة ما أثبتته الآثار بهذا الشأن.
كذلك  تسجيل أو ذكر مختلف الحروب التى  قامت بين الأمم المذكورة فى التوراة إلى جـانب الآثار الحية لمنشآت أثرية كانت قائمة وتحدث عنها الكتاب أو دل على وجودها مثل هيكل مــــــلكى صادق الذى عاش فى أيام إبراهيم .
ويكاد المتخصص فى هذا العلم يجد فهرسآ يدله على الحدث الأثرى الذى يشير لكل نــــــص كتابى ، فتجد كتبآ متخصصة تم تسميتها"المصـــاحب الأثـرى للـكتاب المـقدس"مثل كتاب"هارى توماس" (سالف الذكر) وتجد فى نهايته فهرسآ من هذا النوع ، تفوز فيه التوراة بنصيب غير قليل . 
فأين هى إدعاءات النقاد من كل هذه الأدلة الدامغة والملموسة التى ترجع لعهد سابق للسبى فى كتابتها !!؟؟.
ويعوزنا الوقت - وليس هذا مجالنا - إذا تحدثنا عن "مخطوطات نجع حــــمادى" وغـيرها وغيرها
فقط نقول لو سكتت الألسنة التى تدافع عن الحق الإلهى فإن فى باطن الأرض من يشــهد له والحجارة تتكلم

 
الخاتمة
وللنقد فوائد

يعلمنا الرب يسوع المسيح فى الإنجيل حسب البشير متى فى أصحاحه الســــادس عشر الأعداد من الثالث عشر حتى السابع عشر نجده يقول:
وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:"مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَــــــا ابْــــــنُ الإِنْسَانِ؟" فَقَالُوا:"قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ". 
قَالَ لَهُمْ:"وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟"فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:"أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْـــــــــــنُ اللهِ الْحَيِّ!". فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِـــي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
وبذلك كان المسيح أول من يهتم بأن يجعل تلاميذه على دراية كاملة بآراء النقاد والمقاومــــــين بل برأى البسطاء من الناس ، مثل أولئك الذين اعتقدوا أنه يوحنا المعمدان وقد بُعث من قبره من جديد ، أو غيره من الأنبياء القدامى.
وحذرنا من أن يمتدحنا الجميع بلا إستثناء ، فقال "فويل لكم إن قال جميع الناس فيكم حسنآ" ، لأن الناس لا تجتمع إلا حول من يُرضى كل الأذواق (أى) المُداهن الذى يتخذ من اللباقة والتلون غِــطاءً له .
وعلى المستوى المتحفظ فى المسيحية ، توجد فئة لا ترضى عن سماع فكر النقاد أو قراءة أفكارهم التى كتبوها ، ربما لتصورهم أن الطهارة والنقاء الفكرى يستلزم منا أن نبتعد عن سماع الأقـاويل ، والبعض من هؤلاء يتطرف أكثر فيصف أولئك بالإلحاد ويشعر بالهدوء وهو يصفهم بهذه الصـفات ،  فهذا حَسبُهُ وعليه أن يتبع ما توارثه من فكر كما هو ، دون أن يسمح لطاقات عقله أن تتــــــفتح ليرى كل شىء ،
فهو غير قادر على تغيير نهج تفكيره من القناعة بالتبعية الفكرية ، إلى القــــناعة المبنية على الإختيار الواعى ، فمثل هذا يأخذ معظم شئون حياته بعيدآ عن الروية والتبصر ، وأغلب الظن أن هؤلاء يكونون من الغير قادرين على إدراك الفار ق بين الإنتقاد والنقد ، فالإنــتقاد يعنى التلكؤ والتصيد للأخطاء بواسطة شخصية تناصب كاتب الكتاب العداء ، بينما النقد هو دراسة فنية أدبية وعلم قائم بذاته .
والباحث فى دراسة الكتاب المقدس يرى الكثير من الفائدة فى آراء النقاد ، فبعضهم كان نقده بسبب توغله فى دراسات لم تكن فى خاطر الدارس أو حاضرة فى ذهنه.
ودائمآ ننصح أبنائنا الدارسين أن يدرسوا النقد للنص مع دراسته لغويآ وفنيآ ، لأن مثــــــــــــل هذه الدراسة تساعدهم ليس فقط على الإلمام بالفكر المغاير للأفكار المعهودة ، ولكن لمعرفة منطلــــقات للبحث عند هؤلاء ، حتى يتوغلوا في دراستها ليكون لديهم إستعداد أكثر جودة لدراســــــــــة النص ومعرفته .

والرسول بطرس يعلمنا فى رسالته الأولى الأصحاح الثالث والعددين الخامس عشر والسادس عشر  بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَـــــــاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَســِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ. 
فهذه هى الروح التى يجب أن نتحلى بها ونحن نواجه النقد ، ويجب أن يكون لدينا إستعــــــــــــــداد للمجاوبة وليس عن طريق الجدل المندفع الذى ينهانا عنه الكتاب تحت اسم المباحثات الغبية، حيث يقول عنها الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس فى الرسالة الثانية الأصحاح الثانى العدد ٢٣  ،٢٤  :
وَالْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالسَّخِيفَةُ اجْتَنِبْهَا، عَالِمًا أَنَّهَا تُوَلِّدُ خُصُومَاتٍ،وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، صَبُورًا عَلَى الْمَشَقَّاتِ.
لقد أسدت المقاومة لفكر الله ولكلمته فضلآ فى إنتشار كلمة الله والإيمان بها ، أكثر مما قدمــــــــــته الكرازة المباشرة ، وأقول مع "أوريجانوس": "إنَّ الكنيسة قد رُوِيَت بدماء الشهداء" .
إن الباحث بما تأهل له ، عليه رسالة لتبصير غيره ، وتمكينهم
من فهم الكلمة المقدسة ، من خــلال الوسائل والأدوات التى تزيد أو ترفع من  قدراته لتفهمها فيتمكن من ممارسة الفكر المسيحى عـلى نحو أفضل ، وبأداء يرقى بالكلمة بعيدآ عن كل حملات التشكيك ، وهذه الحملات مستمرة فى العـالم - شئنا أم أبينا -  منذ بداية محاولات الحية لتشكيك حواء وآدم فى كلمة الله ، فلا داعى لدفـن الرؤوس فى الرمال كالنعام فليس هناك ما نخشى منه على ثبات وثبوت صدق كتابنا .
ويحلو لدارس النقد أن يطالع كيفية رد النقاد على بعضهم البعض ، فالخطأ يظل خطأ لا يـمكن أن يتبرر مهما طال الزمان ، والرحلة مع النقاد نرى فيها كيف ينتقد النقاد مسألة ما ، ثم لا يلبث
التطور الفكرى  أن تتقدم أدواته فيؤهل الناس لإكتشاف بطلان أفكارهم ، فتنبرى فئة أخـرى من النقاد تعيب على كلام الفئة الأولى خطأها ، بيد أنها تقع فى خطأ جديد ، وهكذا إلى ما لا نـهاية ومع كل فريق نستمتع برده على خطأ الآخر ، فيرفع من معارفنا ، ويزودنا بنـطاقات أخرى فى العلوم التى تخصصوا فيها ، ومدى فائدتها للفهم الأفضل للكلمة ..
د.ق.جوزيف المنشاوى
---------------------------
*٢٠٦ Biblical Archaeology *٢٠٧  F.G.Kenyon, Our Bible and the Ancient Manuscripts
 *٢٠٨      Harry Thomas Frank , An Archeological Companion to the Bible., 1972 , pp 26 -29 "  
*٢٠٩     Howard Carter
*٢١٠      
Lord Carnarvon
*٢١١      
Leonard Woolley   
*٢١٢     W.F. Albright , " History , Archeology and Christian Humanism *٢١٣     Gressmann
*٢١٤     
CCLIX
*٢١٥     
Attorientalisch Bilder zum Alten Testament , 1926*٢١٦     W.J. Martin , Dead Sea Scroll of Isaiah , 1954 p 18 "
*٢١٧    
Texts of Nuzi & Mary
* ٢١٨     
W.J. Martin , Dead Sea SWcroll of Isaiah , 1954 p 18 "
*٢١٩    
A Phenomenal Discovery *٢٢٠    Miller Burrows
*٢٢١    
E. L Sukenik
*٢٢٢     Ta'amireh 


أهم المراجع التى إستخدمها الباحث بالإضافة لتلك التى ذكرها فى الملاحظات التى فى أسفل الصفحات

١ - الكتاب المقدس باللغة العربية ترجمة الفانديك
٣ -
תורה ונביאים וכתובים الكتاب المقدس العهد القديم فى لغته الأصليه
٣  -"The Original Greek New Testament " by Westcott and Hort.
٤ - Davidson.," The Analytical Hebrew &Chaldee Lexicon".
٥ - N.H.Snaith,"Hymns of the temple".

٦ - F.B. Kidner.,"Genesis", TDTCp16
٧ - J.P,Migne,"PG,LXCIV".
٨ -J.P. Migne ,"PG, LXXXIX".
٩ -C.A.Simpson.,"The Early Traditions of Israel., a Critical Analysis of the Pre- Deuteronomic Narrative of Hexateuch",1948.
١٠ -E. W. Hengstenberg.,"Dissertations on the  Genuineness of the Pentateuch".
١١ -W. H. Green.," The Higher Criticism of the Pentateuch".
١٢ -James Or.,"The Problem of the Pentateuch". 

١٣ -R.D.Wilson ,"A Sientific Investigation of the O . T" , 1959. 
١٤ -G. Ch. Alders ,"A Short Introduction to the Pentateuch",1949.
١٥ - O. T Allis "The Five Books of Moses", 1943.

١٦ -E.J.Young, "Introduction to the Old Testament", 1949.
١٧ -J. K. Skinner.,"The Divine Names in Genesis", 1914.

١٨ -C.H.Gordon ," Christianity today" , 23, Nov.,1959.
١٩ -I. Engnell " Galma Testament I",1945.
٢٠ -W.J.Martin ,"Stylistic Criteria",1955.  
٢١ -.Muilenburg ,"A Study in Hebrew Rhetoric"," Repetation and Style in Supplements to the NewTestament".

٢٢ -J. Pedersen.," Israel, I , II", 1926.

٢٣ - P.J.Wiseman.,"The New Discovery in Babylonia about Genesis",1930.
٢٤ -E. Robertson,"The Old Testament Problems".
٢٥ -R.Brinker.,"The Influence of Sanctuaries".  
٢٦ -E. Dornseiff "ZAW.LII-LIII",1934. 
٢٧ -J.Pedersen.,"ZAW.XLIX".
٢٨ -F.G.Kenyon,"Our Bible and the Ancient Manuscripts".
٢٩ -Harry Thomas Frank,"An Archeological Companion to the Bible"., 1972 ,
٣٠ -W.F. Albright," History , Archeology and Christian Humanism".

٣١ -W.J. Martin ,"Dead Sea Scroll of Isaiah", 1954.
٣٢ -J.D.Douglas,"The New Bible Dictionary".,Inter-Versity Press,1976.
٣٣ -A.R.Fausset.,"Fausset;s Bible Dictionary", Zondervan, 1977.
٣٤ -T.S.Green.," Greek&English Lexicon To The New Testament",1976.

السبت، 26 يونيو 2010

الفصل الخامس ردود على آراء النقاد

 الفصل الخامس أولآ: الرد على آراء النقاد
الصورة أعلاه يتخيلها الفنان لأمرأة لوط  كما يتنحدث عنها فى التوراة

 
أعطنا أيا يسوع (ترنيمة)

http://bible111.blogspot.com  الموقع الإنجليزى المقابل هذا البحث
  هناك ملاحظة أولية يجب أن نعلق عليها وهى:
إختلف هؤلاء النقاد حول الأصل واختلفت تقسيماتهم التى نسبوا لها كل وثيقة من تلك الأصول التى إقترحوا أو إفترضوا وجودها.
   فهل كانت الوثيقة الرئيسية الأولى كانت: إى وان*٨١ أم كانت: ﭙى *٩١ أم أنها: دى *٨٦ أم : ﭽيه *٧٩ أم: إى تو *٨١ 
هل كان الأصل هو كل تلك الأصول معآ حتى لا يغضب منا أى ناقد ؟
أم أن الأصل كان ثلاثين وثيقة أو مستند أكثر أم أقل مثلآ كما قال بعضهم ١٧ ؟
    هذاالإختلاف فى حد ذاته كان دليلآ على بطلان آرائهم جميعآ؟
فالإختلاف بين العلماء أمر وارد فى شرع المناهج العلمية - بشرط - أن يُلغى الجديد ما سـبق وظنه القديم حقيقة بحكم المصادر المعرفية التى كانت متوفرة لديه -  والتى تغير الفكر فيها عند الــحداثة
- بسبب ظهور معطيات جديدة لا تُنكر، يكون لها شأن فى حل إشكالية لم يناقشها  الفكر القــــديم أو فشل عن معالجتها وفق ما هو كان متاحآ له فى زمان بحثه ، ومن ثَمَّ يضع لها الفكر الجديد حلــولآ منطقية مؤيدة على النحو الذى يتوفر من شروط فى الأدلة العلمية.
فلا يصلح أن تقول أن الأرض ثابتة فى موضعها كما قال العلماء القدامى ، وفى نفـــــس الوقت هى تدور وتلف حول نفسها وحول الشمس ، أو أن يرجع شخص آخر يُسمى نفسه عالِمآ فيقول لازالت الأرض ثابتة بعدما زال دليل الثبات وحل محله دليل الحركة . فالقعدة فى العلم أن الجديد من قواعد العلم تلغى ما قبلها أو تعدله ولكنها لاتعود إليه من جديد كما فعل هؤلاء.
 لكن إختلافهم الذى كان يتجه للتضاد يجعل الباحث المنصــــف فى موقف محير فأيهما أصدق من أخيه !
  أضِف إلى ذلك عودة البعض منهم لنبش أفكار سبق أن توارت بفــــعل أفكار أكثر حداثة للحياة من جديد
.  إنه من غير الممكن الظن بصدقهم جميعآ
 وكذلك لا يمكن ترجيح أى فكر منهم على الآخر.
 وتكون النتيجة المنطقية أن كل أفكارهم مشكوك فى صحتها ومصداقيتها العلمية.
   لكننا فى سبيل إستقراء علمى منهجى علينا أن نفحص خطوات استدلالاتهم ومقدماتهم حتى يمكننا اكتشاف الحق من الباطل واستبيان الصدق من الخطأ.
ومثالآ لذلك فلنأخذ رأى "هبفيلد" القائل بأن أصول التوراة يعود لــثلاث وثائق هى ﭽيه + إى وان + إى تو ، ثم تم إضافة دى التى تعبر عن محتويات الثلاثة الأصول الســابقة ، وكذلك رأيه بالنسبة للوثيقة الأكثر قِدَمآ فى العهد عن نظيراتها وهى فى رأيه إى وان والتى أسماها بعضـهم خطأ ،هكذا يقول هبقيلد وهو يحكم على سابقيه الذين لم يُفضِلوا طريقتة  فى التسمية ، بقوله (فأطلقوا عليها على سبيل الخطأ إسم ﭙى*٩١ ) .
 أى عنت يكلف نفسه به هؤلاء فى محاولات تسعى فقط لنقد كتاب لا يعرفون صــاحبه لكى يقاضيهم فأطلقوا العنان لنقدهم ، ذلك النقد الذى لا يستطيعون ممارسته على كتب البشر ؟.
يقول السيد هبفيلد مدافعآ عن نفسه "إنه لايقوم بعملية تقســـيم لكلام مسترسل لأن هذا الكلام الذى يقسمه ( وهنا يقدم أسبابه ودوافعه) هو كلام غير مســــترسل كوحدة واحدة مترابطة ، ولكن - من وجهة نظره- يحتوى على ألوان شتى من الحديث ومناهج مختلفة فى السرد" .
ويسوق مثالآ للتدليل على رأيه فيقول : إنها (أى التوراة) يتراوح الأســــــلوب فيها ما بين البيانات الإحصائية وهى تعود فى رأيه للوثيقة إى وان ، وبين الأقاصيص الفولكلـورية والتى تعود فى رأيه إلى الوثيقة إى تو
*٨١ 
.
ياترى لو كان أمام السيد"هبفيلد"أحد كتب التاريخ  وقرأ من ضمن محتويات الكتاب تأريخ لإحصاء أو أرقام وردت فى السياق لنقل صورة للمجتمع الذى يؤرخ له هذا المــــــــــؤرخ ياترى كيف يكون تقييمه لهذا الكتاب .

ويسوق مثالآ للتدليل على رأيه فيقول : إنها (أى التوراة) يتراوح الأســــــلوب فيها ما بين البيانات الإحصائية وهى تعود فى رأيه للوثيقة إى وان ، وبين الأقاصيص الفولكلـورية والتى تعود فى رأيه إلى الوثيقة إى تو*٨١ .
ياترى لو كان أمام السيد"هبفيلد"أحد كتب التاريخ  وقرأ من ضمن محتويات الكتاب تأريخ لإحصاء أو أرقام وردت فى السياق لنقل صورة للمجتمع الذى يؤرخ له هذا المــــــــــؤرخ ياترى كيف يكون تقييمه لهذا الكتاب .
وهل من الضرورى على كل كاتب يكتب كتابآ ألا يستعين بعلم آخر من العلوم لحل معضلة يحاول أن يشرحها ؟
.
إن فيلسوف الأمس الذى كان يُعَّلِم الفلسفة بوصـفها أم العلوم فى عصر لم يكن يعرف معنى التخصص الذى يتبعه العلماء فى العالم الحديث  ،هو شخصية فيما يبدو غائبة عن ذهن الســـــــــيد "هبفيلد" وغيره. 
وأنا أتفق مع يونج *١٣٩ حيث قال بالحرف الواحد "إنّ هؤلاء عاملوا الكتاب المقدس بصورة أبشع مما يعامل به الباحث والناقد أى كتاب عادى".
فأستراك له أراء يختلف معها "إلجن" بشأن نسبة أجزاء معينة لمختلف الأصول التى تكّرَمـــــــــوا بإفتراض وجودها ، ذلك الوجود المجهول والذى لا يزال لا وجود له .
"أستراك" مثلآ يرى أن الأجزاء التى توجد بين الأصحاح الأول حتى الأصــــحاح الحادى عشر من سفر التكوين تخص الأصل جيه.
ولكن "إلجن" ينسب نفس هذه الأجزاء للأصل المقترح إى وهكذا إختلفوا
  وهذا بالرغم من كون أساس تقسيمهم لهذه الأجزاء مبنيآ على حجة الإختــــــلاف فى نسب أجزاء منسوبة لوثيقة يهوية بناء على ورود لفظ الجلالة " يهوه" فيها وبالمثل بالنســــــــــــــبة للأجزاء المنسوبة للوثيقة الإلوهية بناء على ورود لفظ الجلالة "إلوهيم" فيها لكن كثير من الأجــــزاء التى نسبها " أستراك" للوثيقة اليهويه نسبها "إلجن" للوثيقة الإلوهية والعكس بالعكس حتى يتـــضح جليآ أن غرضهم من التقسيم هو التقسيم فى حد ذاته وليس ما أثاروه من مبررات ظهرت عــــــــدم توافرها كما أدعوا.
             
ثانيآ : الأثر المضاد لفكر ﭭيلهاوزن
                         
يجوز لنا أن نشير أولآ لكتابات بعض المحافظين فى هذا الصدد مثل كتابات "هينجستينبرج
*١٤٠" ولا سيما فى كتابه معالجة أدبية فى عبقرية كتابة "الأسفار الخمــس" الصادر عام١٨٤٧ م*١٤١
 
  ثم إلى كتابات "كييل *١٤٢ وكذلك "جرين *١٤٣"وخاصــــــــة فى "كتابه النقد الأعلى للكتب الخمس" ومعناها التوراة عام ١٨٩٥ م.
 وكتاب يمس أور*١٤٤  المسمى مُعضِلات العهد القديم الذى صدر عام ١٩٠٠ م حيث بنى دفاعه على فكرة ضعف أدلة ﭭيلهاوزن  من ناحية قيمتها الأدبية واللاهوتية.
ومن هذا المنطلق تبعه علماء مثل "ويلسون *١٤٥"فى كتابه "إستقصاء علمى للعهد القديم" عام ١٩٥٩ م .
 كذلك  "ألدرز *١٤٦ "فى كتابه "مقدمة قصيرة للعهد القديم" عام ١٩٤٩ م .
   و  أليس *١٤٧ فى كتابه كتب موسى الخمس عام ١٩٤٣ م
  وأخيرآ"يونج
*١٤٨ "الذى يعتبر بحق إمام المحافظين ورائدهم فى كتاباته ولا سيما فيما يختص برده على النقاد فى كتاب "مقدمة العهد القديم" عام ١٩٤٩ م .
لقد تبنى هؤلاء وغيرهم ممن سبقت
الإشارة إليهم ، رسالة الرد على فكر"ﭭيلهاوزن ".
 وشكلت ردودهم جبهات أربع ، بَنَتْ دفاعها على نقض فكر"ﭭيلهاوزن" من أساسها
فأول  تلك الجبهات ما ركز على نقض ما إدعاه "ﭭيلهاوزن" من إختلاف الأصول بناءً على إختلاف تسمية الذات الإلهية.
ثم الجبهة الأخرى التى تركز على نقض إتخاذه لتكرار القصص أساسآ لهذا التقسيم المفترض.
  ثم تناقش الجبهة الثالثة فكرة "ﭭيلهاوزن" بشأن تنوع الأسلوب والآداء.
أما الجبهة الأخيرة فتترك وراءها أثرآ منحرفآ آخر فتسلك إتجاهآ معاكـسآ لفكر "ﭭيلهاوزن" فتتناقض معه ولكنها فى الوقت ذاته تنأى بآرائها على الطرف الآخر من النقـــيض وهى " مدرسة نقد الصيغة*"١٤٩ 
 ولنناقش الآن كل هذه الجبهات.

               . أولآ : - نقض فكرة التقسيم على أساس الإستخدام المختلف للفظ الجلالة

هذاالتوجه الفكرى هو لنقض فكر ﭭيلهاوزن ومن تبعه الذين ظنوا أن الإختلاف فى تـــــسمية الذات الإلهية مبررآ لهم لنسبة كل تسمية لأصل معين ، ويرد أصحاب هذا التوجـــــــــه الفكرى على فكرة "ﭭيلهاوزن" بضرب عدة أمثلة فيها الأدلة على صدق توجههم وهى تعود لمصادر قديمة مثل 

 أولآ :- الدليل المأخوذ عن السبعينية. 

  لقد عرف مترجمو السبعينية أن الإستخدام المختلف
لإســـــــــــم الله كان إختلافآ شائعآ حدوثه فى
 العصور القديمة ، بل وجدوا فى" النص المسورى" *١٥٠ فيما يقول  "سكينر"*١٥١ فى كـــتابه "ألقاب الله فى سفر التكوين" عام ١٩١٤ م .
بأن هناك تعدد ملحوظ فى ترجمة اللفظ المعبر عن الذات الإلهية ، وكان هذا موجــــــــــودآ بصورة
طبيعية فى سياق الترجمة ويسوق لذلك عدة أمثلة - راجع كتابه.

 ثانيآ :- إعتياد الشعوب القديمة على إيجاد هذا التنوع فى إسم الله الواحد.

 حتى فى القرآن كما يقول "ويلسون"
*١٥٢ حيث وجد أنه يقول عن الله أحـــيانآ "رب" تمامآ كما أطلق "موسى" على "إلوهيم" (الله) لقب "يهوه" (الكينونة ) أو "أدونـــــاى" (الرب) ، ولم يقل أحدهم بأن هناك أصل أخذت منه تسميته "الله" وأصل آخر أخذت منه التسمية "رب" *١٥٣ .

ثالثآ :- هناك الإستخدام المركب لإسم الله فى العهد القديم مثل "الرب الإله" أى "يهوه إلوهيم".
 
 كما فى تكوين٢: ٤
هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ
*.١٥٩ .
وتكوين ٣ : ٢٣  
فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا*١٦٠  .
وخروج ٩ : ٣٠ 
وَأَمَّا أَنْتَ وَعَبِيدُكَ فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَمْ تَخْشَوْا بَعْدُ مِنَ الرَّبِّ الإِلهِ .
 هذا الإستخدام المركب
لإسم الله يشكل عائقآ أمام إثبات"ﭭيلهاوزن" لفكرته بشأن تقسيم الأصول ،    ذلك لإستحالة إرجاع كل شطر من هذا الإسم المركب لأصل من الأصول مميز عن الأصــــــل الآخر الذى يُفْتَرَضْ أنه مصدر لتسمية واحدة من التسميتين.

 رابعآ :- شيوع إستخدام اللفظ الثنائى لتسمية الذات الإلهية فى الآداب المصرية القديمة واليونانية المعاصرة لزمن موسى.

  أنظر كتاب  "جوردون" واسمه*١٥٤  "المسيحية اليوم" عام ١٩٥٩م  .

خامسآ : - إختلاف الفكرة اللاهوتية من وراء التسمية فرض باطل .

فالصحيح هو أن إختلاف الصيغة هو إختلاف صفة عن أخرى من صفات الله المتعدد الصفات فيما يقول "إينيل" فى كتابه *١٥٥ عن العهد الجزء الأول عام١٩٤٥ م.
             
 . ثانيآ : - نقض فكرة التقسيم بناء على الوحدة الأدبية والأداء
يرتكز هذا الشطر من العلماء المحافظون الذين يحاربون الفكر النقدى من أمثال *١٥٦ "مارتــــن"
فى كتابه "معيارالنقد المثالى" ويعارض فيه أسلوب النقاد فى تناولهم للتوراة بالتحليل
  فهو أولآ ليس كتابآ عاديآ أدبيآ يخضع للمقاييس العلمية الأحصائية التى من خلالها يمــــكن تمييز كاتب عن الآخر بسبب إستخدام كلمة معينة أكثر من غيره إلى آخر هذه الوسائل التى تصـــدق على البشر وليس على الوحى الإلهى.
وحتى لو ثبتت هذه المقاييس على آداب البشر فإن ثبوتها يتميز بالخصوصــــية والنسبية وليست العمومية ، فقد تصدق على آداب الغربيين دون الشرقيين فى بعض مواصــــفاتها ، كما أنها تصدق فى عصر دون آخر،  فى بعض مواصفاته ، فهناك فرق مثلآ فى اللغة العربية بين مقاييس المقامات فى الأدب العربى القديم وبين مواصفات وبناء القــصة فى العصر الحديث فى الأدب العربى كذلك.
لذلك فإن مقاييس هؤلاء لتقييم التوراة متخذين من مقاييس تميَّز بها الأدب الغربى الـحديث تطبيقها على كتابات شرقية قديمة وتتميز بالتقديس هو مقياس باطل.
وهكذا نرى بطلان وإستحالة تطبيق هذه المقاييس على التوراة التى نبعت أصـــــــــولها فى مجتمع شرقى قديم.

ثالثآ :- نقض فكرة التقسيم بناء على ثنائية السرد القصصى.

قام "ألدرز" بعمل دراسات وكذلك "أليز" *١٥٧ فى دراستيـــــــــــهما بتقديم الكثير فى هذا المجال
 وملخص ما توصل إليه هذان العالمان هو أن ثنائية سرد القصص تفسر بصــورة عكسية تمامآ لما ذهب اليه "ﭭيلهاوزن" فهى على العكس تؤيد فكرة المصـــــدر الواحد ، ولا توجد أدنى شبهة تشير إلى تعدد المصادر كما زعم "ﭭيلهاوزن" . 
فلقد كان التكرار فى سرد القصة الواحدة بصور مختلفة ، أو من جوانب متعــــــددة ، هو سمة تميز الأدب السامى القديم ، ولقد شاع هذا الأسلوب بهدفإ قناع القارىء أو توصيل الــمعلومات الخاصة بالقصة لعقله بصورة مجزأة على أقساط.
 ولمزيد من هذه الدراسات أنظر كتاب "مولينبرج" المـــطبوع عام ١٩٣٥م ، ص٩٧-  ١١١ وهو باللغة الأنجليزية  بإسم *١٥٨ "دراسة فى نمط الأسلوب العبرانى فى الإعادة وصداه فى العهد الجديد".
 كذلك راجع كتاب"بيدرسن" *١٦١ "إسرائيل الجزء الأول والثانى"المطبوع عام ١٩٢٦ م*١٦٢ 
كما أن الدراسات والإكتشافات الحديثة أثرت فى توجيه أسلوب البعض الآخر من العلــــــــماء حيث استخدم  "وايزمان" *١٦٣   فكرة إستخدام كلمة "توليدתןליד "العبرانية التى تعنى "موالـــيد أو أنسال" بالبحث عن تاريخ إستخدامها ، وهل كان هذا التعبير فى حد ذاته دلالة على بدايــــة إقتباس موسوى من مصادر أقدم منه أم لا ، وكانت هذه الدراسة فى كتابه "إكثشـــافات جديدة فى بابل عن سفر التكوين"*١٦٤  .
 ومع أنه سبق لنا التعرض لهذه المزاعم المختصة بثنائية السرد القصصى من قبل إلا اننا نرى هـنا *١٦٥ أردمانز الذى بالرغم من عدم تأييده لفكرة كتابة "موسى" للتوراة ، وبالرغم من هجـــــومه العنيف على وحدة التوراة الأدبية ، إلا أنه يؤيد تكرار قصص الآباء فيها قائلآ بأنه لو كانت قصـص الآباء تعود للأصل بى *٩١ فيما يظنون فيكون بالأولى جدآ أن تكون التعليمات الخاصة بالممارسات الطقسية الكهنوتية الموجودة فى هذه الوثيقة متكررة ومعادة ومعنى ذلك أنه لو كانت الممارســـات المذكورة فى التوراة والخاصة بالكهنوت يكون مرجعها هو هذا الأصـــــــــل المُفترَض ﭙى *٩١ فما المانع من أن يكون للقصص أصل خاص يجمعها كذلك ؟ هذا هو السؤال الذى لا يجيب علـــيه النقاد وهو يؤيد بطلان فكرة التقسيم على أساس السرد القصصى كذلك يقول روبرتسون *١٦٦ فى كتابه "معضلات أو مشاكل العهد القديم" *١٦٧ بأن كتاب التثنية قد كتب تحت تأثير فكر "صـموئيل" ثم تم إيداعه تابوت العهد حيث وجده"يوشيا"فكان هذا الكتاب هو دستورالنهضة الجديد للأمــــــــــــة اليهودية وقد كرر أقوال "روبرتسون" هذه تلميذه "برينكر" *١٦٨  ,  فى كتابه المـــسمى "تأثير المقدسات" *١٦٩   وقد سار "كاسوتو" *١٧٠ على هذا المنوال ولا سيما فى كتابه مسألة التكوين.
ولكن لم تسلم آراء "روبرتسون" ومن تبعه من النقد والتصحيح حيث تناولها "دورنسيف"*١٧١ 
الذى دافع عن الوحدة الأدبية لكل التوراة فى كتابه عن آثار الشرق القديمه.
  ومن جانب آخر هناك " جونسون *١٧٢ الذى يحذرنا من خطر هذه الآراء فيقول:
  هناك خطر حقيقى فى دراسات العهد القديم هذا الخطر يكمن فى إساءة التفسير العام لـــهذا الجزء من الوحى ، فهل الوحى إختلف فى مصدره ؟ ، وهل يتجزأ فى مراحل كتابته ؟ وهل يُعَـــــاد تشكيله ليتفق مع مفهوم العصر ؟ . أن هذه الأفكار مضادة تمامآ لنظرية الوحى المُستَرسَل والــــــــتى يقوم عليها أساسآ إحترامنا لقيمة التوراة .
- رابعآ :- الرد على فكر "ﭭيلهاوزن" بأنشاء فكر جديد هو فكر"مدرسة نقد الصيغة". 

قامت على أنقاض فكر"ﭭيلهاوزن" مدرسة فكرية جديدة وهى  *١٧٤ "مدرسة نقد الــصيغة" 
وقد قامت هذه المدرسة على أيدى كلآ من "جنكل" و "جريسمان"*١٧٥ .
وكان فكر "جنكل" هو مقارنة التوراة بتلك الدراسات الأثرية التى جعلته يبنى نظريتـــــه على زعم أن سفر التكوين قد إستفاد - إلى حد بعيد - بالفكر فى الحضارات المختلفة التى كانت منـتشرة آنذاك ، فقد أقتبستها الأمة الإسرائيلية على مدى بعد زمنى كبير ، طالت فيه مدة الأخذ بالتقليـــد الشفاهى المتوارث ، والذى صقلته الأجيال جيلآ بعد جيل ، وطعمته بالفكر العصرى ، حتى أنه يمكـــننا القول بأن العقيدة فى الله قد أعلنت نفسها - على حد قول "جنكل"- على مدى تاريخ الأمة الأســــــرائيلية فتلك هى خاصية الديانة الأسرائيلية من وجهة نظره .
وبذلك صار"جنكل" أكثر انحرافآ وشططآ من "ﭭيلهاوزن" فقد أنكر بذلك قيمة الوحـــى اللفظى والمعنوى على حد سواء حيث كانت التوراة فى وجهة نظره هى عبارة عن تقليد شـــفاهى متوارث صقلته الأجيال وبلورته حتى خرج هذا التقليد متجمعآ فى صورة الأقاصيص التى اتخـــــــذت قالبها الفنى البديع على مراحل مختلفة من التجميع تلك المراحل هى المسماة إى ، ﭽيه...إلخ فالأصل ﭽيه لم يكن أصلا بلا إرتباط بسائر الأصول ، بل كان أصلآ أوليآ تم إدخال التقليد الشفاهى فيه.
 وبذلك يختلف عن "
ﭭيلهاوزن" حيث أنه كان يرى أن الإضافات المتأخرة كانت قديمة فى أصـــلها لكنها حديثة فقط فى إضافتها لمتن المكتوب .
ومع ذلك فحتى "جنكل" يعوزه الدليل لإثبات صدق قوله ، فهو لا يقدم لنا - حتى كمــــجرد أقتراح - مثالآ لهذه الصيغة الأصلية التى كان عليها الوحى فيما يزعم. ذلك الأصل الذى تجمل بـــــــــمرور القرون  ونرى أن "جنكل" يقول بأن تاريخ الأدب الأسرائيلى هو تاريخ صحيح فى قالبه ، لكن كل قالب أدبى قديم كان يعكس موقفآ حيآ أصليآ دعاه للظهور فى الوقت المناسب.
وفى رأينا أننا لكى نكتشف الصيغة الأصلية علينا أن نسأل هذه الأسئلة : - من هو المــــــــــتكلم أو المتكلمين فى التوراة ؟ من هم السامعين أو المُتَلقّينَ لها ؟ ومن هو صاحب الحق فى البَّــــتْ بآرائه تجاه هذه الأقوال ؟ وما هو العمل الذى يجب أن يضطلع به ؟.
كما يجب إثبات تاريخ جمع كل وحدة من الوحدات الفردية.
وللأجابة على هذه الأسئلة نقول :
أن المتحدث كما هو مفروض يجب أن يكون الله أى الوحى الألهــى وأمــا السامعين أو المتلقين فهم 
شعب الله وأن القائل لهم هذا الكلام هو نبى الله الذى يعمل مرشدآ للشعب أما بخصــــوص تاريخ كل
وحدة من الوحدات الفردية فمن الصعب تصور هذا التاريخ مجزأ رغم هذه المقدمات المُسَّلَـــــــــــم بصحتها كإجابات للأسئلة السابقة .
ولم يتمكن "جنكل" من إكمال منهجه ذلك الأمر الذى اضطلع به من بعده "جريسمان" حــــــــــيث صدرت له دراسات فى سفر الخروج طبق فيها منهج "جنكل" ثم أكمل هذه الدراسات بســلسلة من دراسات العهد القديم أسماها*١٧٦  "كتب العهد القديم المقدسة".
وقد كان لهذه الدراسات أثر قوى مازال حتى أيامنا هذه فى مجال الدراسات النقدية.
وبالرغم من أن هذه المدرسة أفقدت التوراة قوتها وأهملت بذلك جمال السرد القصصى فيها إلا أنها قد سجلت شيئآ من المجهود المضنى فى سبيل محاولة الوصول إلى الجديد من الدراســات فى عالم المعرفة بشأن الكتب المقدسة
                 
 المدرسة الأسكندنافية *١٧٧
أهملت تلك المدرسة نظرية المستندات أوالوثائق وأرجعت أصول التوراة للتقليد الشفاهى المتوارث ، لكن أحد قادة هذه المدرسة من بين  الذين جاءوا مؤخرآ أعلن إنتهاء عصر نظرية المستندات إلى غير رجعة وكان هذا العالم هو "بيدرسن"*١٧٨  وكان ذلك عام ١٩٣١ م.
    أما نحن فلا ا عتراض لدينا بشأن محاولة تحديد الصيغة أو القالب الذى يبدو عليه الكتـــــــــــاب المقدس الحالى ، فمثلآ يجب التمييز بين الأسلوب الشعرى وبين الأسلوب النثرى ، كما يجب إيـجاد السبل لإدراك مميزات كل أسلوب على حدة ، أما بخصوص الإدعاء الفكرى لمدارس النـــــــقد هذه والتى تصر على أن أساس البحث بالموضوعية الكاملة التى تشمل إستبعاد فكرة الوحى ريثـــــــــما تتكشف الوحدة الأصلية حتى نكون - فى رأيهم -على استعداد كامل لقبول فكرة اعتبار بعـــــــــــض الأجزاء فى التوراة كأجزاء ثانوية أو حديثة العهد . فإن مثل هذا الإفتراض المسبق المفــروض هو فكر فاسد لأنه لا يوجد على سبيل المثال من يمكنه تحديد ما هوالجزء الأصلى؟ وما هو الــجزء المضاف حديثآ ؟ الى آخر هذه المشكلات التى لا يحلها هذا الموقف المتشكك.

                       مدرسة أوبسالا*١٧٩

لم توافق المدرسة الأسكندنافية على إخضاع طريقتهم هذه لكتب الأنبياء ،  ولم توافق على تطــبيق منهجهم الذى سبق ففرضوه مما انعكس على الحكم بفساد تفكيرهم وافتراضاتهم ، فهم يستشهدون من الكتاب المقدس رغم أنهم يفترضون استبعاد مصداقيته كبداية لحوارهم ، كما أنهم لم يتــــمكنوا مثلآ من الأجابة على السؤال من هو الكاتب ؟ لذلك أسس  "أينيل"*١٨٠  "مدرسة أوبــــــــسالا"
وهو يقول بأن هناك استحالة تامة للتوصل إلى الكلمات المضبوطة التى قالها النبى حيث تلــقنها مجموعتين من البشر ، تمثل المجموعة الأولى منهم من لديها محتويات الأربعة الأسفار الأولى من التوراة وأطلق على هذه المجموعة رمز ﭙى *٩١ 
، وأما المجموعة الثانية فقد كان لديها محتويات السفر الخامس ولنرمز لهم بالرمز دى *٨٦
، هذا السفر الخامس كانت محتوياته التثنية ويشوع والقضاة وصموئيل الأول والثانى وملوك الأول والثانى ، وهاتان المجموعتين يرجع تاريخ وجودهم إلى ما بعد مرحلة السبى أو أثناءه .
إذآ فالكتاب الذى يضم التوراة مع الأسفار التاريخية فى عُرف هذه المدرسة هو نتاج الدمــــــج بين المجموعتين على ممر فترة كافية من الزمن .
  
                   مدرسة التقليد التاريخى *١٨١

لم تكن مدرسة أوبسالا وحدها صاحبة الإتجاه المنحرف فى نقض نظرية"ﭭيلهاوزن"بل ســــــبقها أفكار هدامة آخرى هى أفكار المدرسة الإسكندنافية وأفكار مدرسة نقد الصيغة فقد تلى كل ذلك فكر مدرسة التقليد التاريخى. 
وهى تعتمد أساسآ فى نظريتها على الدراسات الحديثة لسيكولوجية العبرانيين القدمـــــاء وأصحاب الآداب الشرقية القديمة عامة.
 فلقد رأى "نيلسون" وهو  أحد علماء هذه المدرسة أن "إينيل" كان يميل للرد على "ﭭيلهاوزن"  بمنطق الأدب الأوربى وكذلك كان حال سائر النقاد من قبله ، وأما هو فيميل لدراسة هذا الأمــر من منطلق معرفة ودراسة الحالة الأدبية عند الشرقيين القدماء.
 ولقد سجل ذلك فى كتابه *١٨٢  "التقليد القديم" الذى أصدره عام ١٩٥٤ م .
 ورد فيه على أولئك جميعهم بمن فيهم من أصحاب المدرسة الأسكندنافية. 

                مدرسة ليبزج*١٨٣ 
أسس هذه المدرسة "ألت"*١٨٤وكان من أهم أعلام هذه المدرثة "نوث" الذى أصــدر كتابه *١٨٥
 "تاريخ تسلم التوراة أى الكتب الخمس" عام ١٩٤٨ م
 وفيه يقول بأن هناك تقليدآ شفاهيآ هو المصدر الواحد من وراء محتويات التــــــــــوراة ككل ، ذلك المصدر هو الذى أطلق عليه "ﭭيلهاوزن" الأسماء النوعية جيه,إى,بى  ،ولكنه يختــــــلف معه فى أمور جوهرية منها بداية تسمية "ﭭيلهاوزن"  للتوراة بإسم "الأسفار الستة" *١٨٦ .
 كما يختلف كذلك فى رفضه لمحاولة "ﭭيلهاوزن"الفصل بين سفر التثنية وسائر أســـفار التوراة ، ذلك لأنه إعتبيرها مأخوذة من الأصل الأساسى للتوراة ، ذلك الأصل الذى اعتمد على الـــتـــــــــقليد الشفاهى ، وبذلك يريد أن يتحدث عن التوراة لا بوصفها كتابآ للوحى وإنما بصفتها عملآ أدبــــــــيآ ضخمآ.
ولقد كان من أهم أعمال "نوث" إثبات تاريخ بنى إسرائيل وتقديمه على أساس أنه قديـم جدآ ولكنه تأثر بإضافات مختلفة على ممر فترات التاريخ حيث مر بعدة مراحل للتنقيح متأثرآ بذلك بمـــختلف الإهتمامات التى كانت تسود فى كل عصر من العصور بالإضافة إلى إختــــــــــــلاف ميول كل كاتب بالمقارنة مع التقليد الشفاهى.
ولم يصل "نوث" إلى مجرد فكرة اعتبار سفر التثنية من نفس المصدر الذى تعود له التوراة  وإنما قال بأنه كان هو الأساس لسائر الكتب الأربع الأخرى الموجودة فى التوراة وأسماها "الكـتب الأربع" *١٨٧بل أن سفر التثنية هو كذلك الأساس لكتب يشوع وصموئيل الأول والثانى وملوك الأول والثــــــانى ولقد عالج "نوث" فى نظريته بالتفصيل تاريخ عدد من النظريات التى إهتمت بدراســــة النصوص والوثائق المسماة أصول التوراة وقد كان فى معالجته لهذه النظريات بارعآ تمامآ فهو صاحب فكرة التركيزعلى قصة الخروج المدونة فى العهد القديم وجعلها أساسآ رئيسيآ للفكر اللاهــــوتى الأصيل فى كل العهد القديم .
ومع ذلك فنحن نجد أن فكرة "نوث" بشأن هذه القصة تختلف عن الإنطباع الذى نأخذه مـن التوراة ذاتها ، ذلك لأن سفر الخروج يتحدث عنها وكأنها شيئآ معاصرآ بينما يتحدث هو عنـــــــها بوصفها حدثآ ماضيآ سبق معالجته فى سفر التثنية مما يشكل صعوبة أمام الأقتناع بفكرة "نوث". 
وبالرغم من هذا فنحن نعتبر أن "نوث" أفضل من عالج تاريخ شعب بنى إسـرائيل ، مع أنه وقع فى تأريخه هذا فى الكثير من أوجه النقص ونقاط الضعف ، مثله مثل سائر النــقاد ، فهناك من نقاط الضعف التى تردى فيها ما يصعب اعتباره من الوجهة التاريخية الفعلية تاريخآ صحـيحآ واقعيآ ، وكمثال لذلك ما قاله"نوث" ردآ على "هنريخ إيوالد"*١٨٨  .
  
حيث وصف حالة الأسباط فى صورة ١٢سبط وأن العدد كان هو الحافز الرئيسى للكاتب لإبرازهـم على هذا النحو ، بمعنى أن هذا العدد مذكور لأسباب رمزية بحتة . 
إ
ن تاريخ بنى إسرائيل القديم كان به العهد المقدس او الميثاق المشترك للأسباط الإثـــنى عشر وقد تم ذلك بعد عملية تعايش سلمى دينى على غرار ما حدث فى المدنية اليونانية ، وكان لُـبُّ هذا الميثاق الذى بدأ أيام القضاة مختص بالطقوس التى أجمعت على مركزية العبادة المقدسة الـتى ينص عليها الناموس. 
 وبذلك يكون رد "نوث" على "إيوالد" بأن الوحدة تولدت بعد التفرقة التى كانت قبل اسـتقرار نظام الطقوس والعبادة المركزية وليس العكس ، فإن فكرته لإيوالد توحى بأن الأمة اليــــــــهودية كانت واحدة ثم ذكرت فى التاريخ العبرانى بوصفها نتاجآ لإثنى عشر سبطآ لأسباب رمزية تُرى هل كانت فكرة "نوث" عن تاريخ بنى إسرائيل هذه فكرة صحيحة ؟.
إن "نوث" كان متأثرآ بفكرة حدوث المدنية اليونانية والإيطالية . ففى اليونان كان ميثاق الوحــدة هدفه الحماية وتوحيد المدن الصغيرة التى كانت موجودة فعلآ. 
وهذه الصورة تكررت فى الإتحاد الفلسطينى فى التاريخ القديم . لكن بالنسبة للأسرائيــــــــليين كان الأمر مختلفآ تمامآ فقد كانوا أسباطآ دخلت إلى أرض فلسطين من الصحراء فلم تكن لهم مدن قائـمة على الأرض ، فقد تميزت وحدتهم بالطابع الروحى المتميز بالأنتماء لأصل عرقى واحد وقرابــــــــة العصب والنسب.
واتخذ "نوث" دليلآ على صدق وجهة نظره من سفر يـــــــــشوع٢٤  تجاه فكرة إيجاد الوحـدة بين أسباط بنى إسرائيل ،  لكننا لا نجد فى هذا الأصحاح ولا فى العهد القديم كله كلمة عبرانـــــية واحدة تقابل كلمة "الميثاق الوجودى*٢٠٥" الذى يُفتَرَض أن صانعه يشوع من وجهة نظر "نوث".
فخلال فترة القضاة لم يكن الأسباط متحدون كما يفترض "نوث" بل كانوا منقســـمين حتى فى أيام صموئيل ، فعندما ألح بنو أسرائيل على  صموئيل بطلب إقامة ملك عليهم لم يكن هــناك لطلبهم هذا أى صيغة دينية بل سياسية اساسية مما يوضح الكثير من أوجه التناقض فى آراء "نوث".
                    نظرية المقتطفات*١٨٩ 
لقد كان إستغراق  "جنكل"*١٩٠ فى عرض مختلف الوحدات الأدبية (القابلة للتــجانس بواسطة ما يسمى بالقالب الأدبى داخل التوراة) من العوامل التى ساعدت على عودة   نظرية المــقتطفات*١٩١ فى شكل جديد على يد   "جاديس" *١٩٢ و  "اتر"*١٩٣  و  "دويت" *١٩٤ و "ﭭولتز" * ١٩٥، وإلى حد ما كان معهم "رودلف"*١٩٦  هؤلاء العلماء  هم الذين دعوا لإحــــــــــــــياء فكرة  "المعطيات المتتممه"*١٩٧.
 وتفترض هذه الفكرة أن الكاتب أو المحرر فى الأصل أعتمد على وثيقة معينة ثم لم يلبــث أن أدخل فيها كاتب آخر نوعآ من التنقيح إعتمادآ على وثيقة أخرى وذلك بعد مرور فترة طويلة من الـتاريخ تبرر بطولها تغير مفاهيم العصر.
وكانت وسيلتهم فى ذلك هى تصغير أهمية الوثيقة الإلوهية وعلى حد تعبير "ﭭولتز" :
 "أنها تعتبر حديثة جدآ  بالنسبة للكاتب الأصلى لسفر التكوين" أى ظهرت بعد
إتمام هذا السفر

جرهاردﭭون راد*١٩٨   والنقد الجذرى  

أما احد أعلام الفكر المعاصر وهو"جرهارد ﭭون راد"فهو صاحب تقسيم الأصل ﭙى *٩١ إلى  ﭙى إيه*١٩٩ ، ﭙى بى *٢٠٠  . 
وذلك فى كتابه*٢٠١ "الكهنوت فى الكتب الست ( ويقصد بها التوراة + يشوع )"  كمـــــا يرى أن الوثيقة اليهوية قد لعبت دورآ هامآ بالنسبة لكل من المحرر والمجمع للتوراة ،  وكان ذلــــــك على مدة حقب طويلة من الزمن كانت حافلة بمواد تاريخية وتقاليد شائعة ، وكان لها دورها  فى إثـــراء هذه الوثيقة .
لكن "ﭭون راد" يتحفظ تحفظآ يتسم بالتردد فى كتابه*٢٠٢ "مشكلة توثيق الكـــــتب الست" عام  ١٩٣٨م إزاء تحديد عمر هذه الوثيقة وزمن وجودها ، ويقتصر على القول بأن المرحــــلة النهائية فى هذا التنقيح تمت بإستكمال مواد التوراة على الشكل الذى نراها فيه . 
وهنا نجد نغمة جديدة يرددها ﭭون راد وهو الذى لفت أنظار الباحثين إلى أنماط وأنساق التقاليد التى تبدو إنطباعاتها على مواد التوراة ، وقد كانت نقطة انطلاقه فى التفكير ما ورد فى سفر التثنية ٢٦: ٥ - ١١
 ثُمَّ تُصَرِّحُ وَتَقُولُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ: أَرَامِيًّا تَائِهًا كَانَ أَبِي، فَانْحَدَرَ إِلَى مِصــــــْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ فِي نَفَرٍ قَلِيل، فَصَارَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَعَظِيمَةً وَكَثِيرَةً فَأَسَاءَ إِلَيْنَا الْمِصْرِيُّونَ، وَثَقَّلُوا عَــــــلَيْنَا وَجَعَلُوا عَلَيْنَا عُبُودِيَّةً قَاسِيَةً فَلَمَّا صَرَخْنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِ آبَائِنَا سَمِعَ الرَّبُّ صَوْتَنَا، وَرَأَى مَشَقَّتَنَا وَتَـــــــعَبَنَا وَضِيقَنَا فَأَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، وَأَدْخَــــــلَنَا هذَا الْمَكَانَ، وَأَعْطَانَا هذِهِ الأَرْضَ، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً فَالآنَ هأَنَذَا قَدْ أَتَيْتُ بِأَوَّلِ ثَمَرِ الأَرْضِ الّـــَتِي أَعْطَيْتَنِي يَا رَبُّ. ثُمَّ تَضَعُهُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَسْجُدُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَتَفْرَحُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّــــــــــذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لَكَ وَلِبَيْتِكَ، أَنْتَ وَاللاَّوِيُّ وَالْغَرِيبُ الَّذِي فِي وَسْطِكَ .
 فقد إعتبر"ﭭون راد" فى الكتاب الذى قام بكتابته عام ١٩٣٨ "مشاكل توثيق الكتب الــست" *٢٠٢  أن هذا الجزء هو عبارة عن  "قٌانون طقسى"*٢٠٣ بل هو أعــــــــظم من ذلك من وجهة نظره. 
والحقيقة الماثلة أمامنا أن الكاتب لم يذكر لنا فى هذا الجزء أى شىء من الأحــــداث التى مرت على الشعب فى سيناء. ومن هذه النقطة توصل الى  تحديد ظاهرة معينة . تلك الظاهـــــرة هى أن التقليد الذى ينتمى إليه كتاب التثنية يختلف عن التقليد الذى ينتمى إليه الخروج -  قارن بــــــين تثنية٢٦: ٥ - ١١  وقد سبق ذكره وهو يتحدث عن عهد أو تعهد يصف حالة الشـــــــعب بعد نجاح عملية عبوره لبحر سوف ويصف كذلك أصله بأنه كان آراميآ ، وهو بالتأكيد يختلف عن الترنية المريـــــمية التى أنشدها الشعب بعد نجالحه فى العبور بترنيمة مريم أخت موسى وهى تعبر عن المرحلة الســـينائية فى خروج  ٢١ :  ١-١٥ 
حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ هذِهِ التَّسْبِيحَةَ لِلرَّبِّ وَقَالُوا: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفــــَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ. الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي فَأُمَــــــــجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ. الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ. مَرْكَبَاتُ فِرْعَوْنَ وَجَيْشُهُ أَلْقَاهُمَا فِي الْبَحْرِ، فَــــــغَرِقَ أَفْضَلُ جُنُودِهِ الْمَرْكَبِيَّةِ فِي بَحْرِ سُوفَ، تُغَطِّيهِمُ اللُّجَجُ. قَدْ هَبَطُوا فِي الأَعْمَاقِ كَحَجَرٍ. يَمِــــينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ. وَبِكَثْرَةِ عَظَمَتِكَ تَهْدِمُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ سَخَــــطَكَ فَيَأْكُلُهُمْ كَالْقَشِّ، وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ. قَالَ الْعَدُوُّ: أَتْبَعُ، أُدْرِكُ، أُقَسِّمُ غَنِيمَةً. تَمْتَلِئُ مِنْهُمْ نَفْسِي. أُجَرِّدُ سَيْفِي. تُفْنِيهِمْ يَدِي. نَفَخْتَ بِرِيحِكَ فَغَطَّاهُمُ الْبَحْرُ. غَاصُوا كَالرَّصَاصِ فِي مِيَاهٍ غَامِرَةٍ. مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟ تَمُدُّ يَمِينَكَ فَتَبْتَلِعُهُمُ الأَرْضُ. تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْـــــــدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ. يَسْمَعُ الشُّعُوبُ فَيَرْتَعِدُونَ. تَأْخُذُ الرَّعْدَةُ سُكَّانَ فِلِسْطِينَ. حِينَئِذٍ يَنْدَهِــــــــشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ. أَقْوِيَاءُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ الرَّجْفَةُ. يَذُوبُ جَمِيعُ سُكَّانِ كَنْعَانَ. تَقَعُ عَلَيْهِمِ الْهَيْبَةُ وَالرُّعْبُ. 
بِعَظَمَةِ ذِرَاعِكَ يَصْمُتُونَ كَالْحَجَرِ حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ يَا رَبُّ. حَتَّى يَعْبُرَ الشَّعْبُ الَّذِي اقْتَنَيْتَهُ. تَجِيءُ بِهِمْ وَتَغْرِسُهُمْ فِي جَبَلِ مِيرَاثِكَ، الْمَكَانِ الَّذِي صَنَعْتَهُ يَا رَبُّ لِسَكَنِكَ الْمَقْدِسِ الَّذِي هَيَّأَتْهُ يَدَاكَ يَا رَبُّ. الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ». فَإِنَّ خَيْلَ فِرْعَوْنَ دَخَلَتْ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى الْبَــــــــحْرِ، وَرَدَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْبَحْرِ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ. فَأَخَــــذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. وَأَجَابَتْـــهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».
أما مزمور١٣٦ : ١٠ - ٢٦ فهو يتشابه مع النص الموجود فى سفر التثنية ٢٦ من جــــــــــهة إهتمامه بذكر أحداث تاريخية أخرى مضافة للحديث عن الحدث التاريخى لحادثة الخروج ذاتـــــــها وهــــــــــناك المزيد مما نجده فى المقارنة بين تلك الأناشيد الثلاثة مثل التقارب بين ما ورد فــــــى سفر التثـنية وما جاء فى نبوات هوشع ١٢  : ١٢
الَّذِي ضَرَبَ مِصْرَ مَعَ أَبْكَارِهَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ وَأَخْرَجَ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَسَطــــــــِهِمْ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ لَّذِي شَقَّ بَحْرَ سُوفٍ إِلَى شُقَق، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ َعَبَّرَ إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِهِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ وَدَفَعَ فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ فِي بَحْرِ ســُوفٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ الَّذِي سَارَ بِشَعْبِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ الَّذِي ضَرَبَ مُلُوكًا عُظَمَــــاءَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ وَقَتَلَ مُلُوكًا أَعِزَّاءَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ سيحُونَ مَلِكَ الأَمُورِيِّينَ، لأَنَّ إِلَى الأَبــــــــــــــَدِ رَحْمَتَهُ َعُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ وَأَعْطَى أَرْضَهُمْ مِيرَاثًا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ ميرَاثًـــا لإِسْرَائِيلَ عَبْدِهِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ الَّذِي فِي مَذَلَّتِنَا ذَكَرَنَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ َنَجَّانَا مِنْ أَعْدَائِنــَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ الَذِي يُعْطِي خُبْزًا لِكُلِّ بَشَرٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ احْمَدُوا إِلهَ السَّمَاوَاتِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
ولا يشك "راد" فى تاريخ الآباء الوارد فى التوراة من ناحية ما ذكر فى حياتــــــهم ، لكنه يقول أن الآباء كان لكل واحد منهم إلهآ ، ومع ذلك كانوا متمسكين بعبادة ما أطلقوا عليه إسم "إله الآبــاء" ، ويقول أنه لم يكن كل أسباط بنى إسرائيل فى أرض مصر ، بل كان أبناء راحيل  الذين خرجـوا من أرض مصر ثم تحالفوا مع أبناء ليئة عند دخولهم لأرض الموعد ، فلقد كان أبناء ليئة يعيشـــــــون بالفعل هناك.
وبذلك يخوض جرهارد ﭭون راد مجال تــاريخ شــعب بــنى إســرائيل فيرى فى هذا التاريخ فروضه وكأنها قد حدثت بالفعل على صفحات التاريخ ، فلا نلمس فى حديثه بهذا الخصـــــوص عثوره على نص من نصوص التاريخ ، أو دليل دامغ من الأدلة التى يلجأ إليها باحـــثو الـتاريخ عندما يجتهدون بإجراء أى عملية لتصحيح رواية تاريخية ، لأى حدث من الأحداث ، ولكنه يبنى فرضه على تصور عاطفى مجهول الهوية ، لا يمُتُّ للعلم الذى يدعيه بصلة ، ولا يمكن وصفه بأنه يتسم بصـــفة النقد الجذرى ، فأول قواعد النقد الجذرى هى تصور عدم حدوث شىء على الإطلاق ، ثم بداية تـــــكوين الصورة وفق المعطيات الصادقة بالبرهان العلمى الأكيد ، لكنه هنا تقوده العاطفة وليس البرهــــان العقلى ، فى تصور مدى قرابة وصلة بنو راحيل بيوسف مما جعلهم أكثر تأهيلآ للبقاء والمكوث فى أرض مصر ، وفى الوقت ذاته ، يرى أن أبناء ليئة لم يستقر بهم المقام طويلآ ، فعادوا من حيـــــث أتوا، ولكن لم يذكر لنا المرجع الذى إستند عليه فى هذا التحليل الذى يصفه بالعقلانية وبالنــــــــــقد الجذرى.
 وهو يرى بأنه قد كان بين أبناء ليئة وأبناء راحيل عند إلتقائهم فى كنعان فى النهايـــــة أنه قد كان هناك عبادة مشتركة موجودة لديهم لعبادة الإله يهوه ، ثم حدث بعد ذلك وعلى مر التاريخ المشترك لهما  أن إضطلع جمهور الكهنة بتعليم الشعب ما ورد فى التوراة.
ولقد وجدوا  فى مكان ما التقليد السينائى مع تقليد الخروج والغزو ، وكانت أغلب مواد هذا التــقليد واردة من العبادة الكنعانية والتى كانت مقتبسة بدورها من البابليين.
وبذلك صار "ﭭون راد" من النقاد الجذريين *٢٠٤وذلك لتتبعه لجذور التقليد ومنابعه ويكون من المناسب لنا أن نتذكر عجز "راد" عن تحديد مكان إقرار هذا التجميع أو التوحيد.
كما عجز عن ذكر الزمن الذى ترجع إليه هذه الأحداث التى ذكرها ،  فليس لوجود بعض الممارسات الدينية الشبيهة بالممارسات الطقسية اليهودية أن يثبت بها فكرة الإقتباس ...ألخ ، كما ظن "ﭭون راد" أننا لا نستطيع أن نجد غرابة فى عدم ذكر أشياء عن سيناء فى الجزء الذى إختاره "راد " من التثنية ذلك لأن ذكر سيناء فى هذا الجزء بالذات غير ضرورى لأنه معروف ضمنآ من خلال ما سبق وما لحق هذا الجزء بل بالعكس فإن نظريته هذه تثبت لنا أن سفر التثنية يحاول كاتبه أن يحذف الأشياء التى تختص بالحديث عن حادثة الخروج ودخول أرض الموعد ، وبهذا يصبح التثنية ليس بالكتاب الأصلى الذى ثم الإقتباس منه   لكتابة سائر الأسفار أو ضمت محتوياته بما فيها من تقليد الخروج .
 بل هو كتاب تمت كتابته بعدما انتهى الكاتب من سرد أخبار الخروج بحيث صارت معروفة للناس دون تصريح .
.......................وهكذا نرى اليوم.......
إنحسار كل هذه النظريات بواسطة ما عرفه العالم اليوم فى إكتشافاته الآثرية التى وطدت ودعمت إظهار هؤلاء العلماء بصورة المخمنين أكثر من كونهم مكتشفين ولكى نتتبع هذه النظريات نجد أنها تُبعِد الدارس عن الحق الكتابى فى الإعلان الإلهى بل إنها تخلق أمام الإنسان عدة صعوبات تعجز النظرية عن حلها .
 بالإضافة لأنها لا تتعامل مع الكتاب المقدس بعدالة بوصفه إعلان الله . لكن من يقرأ الكتاب المقدس نفسه يجد فيه السبيل للفهم .
تُرى ما الذى سيتمخض عنه المستقبل فى عالم الفكر ؟
نحن لانعلم ... لكننا متأكدون أن النظريات ستقوم لتكذبها نظريات أخرى ، بينما تظل كلمـــــــــة الله صامدة تتحدى عوامل الزمن ، ذلك لأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الخالد الأزلى الأبدى ، الــذى لا تزول كلمة من كلماته ولا حرف واحد نطق به بروحه القدوس الذى يهيمن على كل كتبة الوحى.
  د.ق.جوزيف المنشاوى.
-------------------------------- *٧٩    J
 E1,E2 *٨١     
 *٨٦ D
  *٩١ P 
 *١٣٩E.J.Young *

*١٤٠  E. WHengstenberg
E. W. Hengstenberg Dissertations on the  Genuineness of the Pentateuch
*١٤١
C.F. Keil  *
١٤٢
 W. H. Green  *
١٤٣
W. H. Green    The Higher Criticism of the Pentateuch
   *١٤٤  James Or ,The Problem of the Pentateuch  *١٤٥  R.D.Wilson ,A Sientific Investigation of the O . T , 1959 
G. Ch. Alders ,A Short Introduction to the Pentateuch .    1949*١٤٦
 O. T Allis "The Five Books of Moses , 1943  *١٤٧ 
E.J.Young, Introduction to the Old Testament , 1949*١٤٨ 
 Form Criticism *١٤٩ 
  *١٥٠   Masoratic Text
 J. K. Skinner  The Divine Names in Genesis 1914*١٥١
R . D. Wilson
 *١٥٢
PTR,XVII,1919,pp644 etc. The Article of
 *١٥٣
C.H.Gordon , " Christianity today , 23, Nov.,1959 " *١٥٤ 
 I. Engnell " Galma Testament I 1945 "  *١٥٥ 
  W.J.Martin , Stylistic Criteria , 1955  *١٥٦ 
* Alders op.cit.,pp43-53 , Allis" op.cit.pp94.etc ١٥٧ *  *١٥٨   J.Muilenburg ,  A Study in Hebrew Rhetoric "  Repetation and Style in Supplements to the NewTestament "
*159  אֵלֶּה תוֹלְדוֹת הַשָּׁמַיִם וְהָאָרֶץ, בְּהִבָּרְאָם:  בְּיוֹם, עֲשׂוֹת יְהוָה אֱלֹהִים--אֶרֶץ וְשָׁמָיִם.
*160 וַיֹּאמֶר יְהוָה אֱלֹהִים, הֵן הָאָדָם הָיָה כְּאַחַד מִמֶּנּוּ, לָדַעַת, טוֹב וָרָע; וְעַתָּה פֶּן-יִשְׁלַח יָדוֹ, וְלָקַח גַּם מֵעֵץ הַחַיִּים, וְאָכַל, וָחַי לְעֹלָם.
 *١٦١ J. Pedersen
*١٦٢ J. Pedersen " Israel, I , II , 1926 p 123  
P.J.Wiseman  *١٦٣
*١٦٤   The New Discovery in Babylonia about Genesis ,1930
*
١٦٥ B.D.Erdmans  
*٩١  P*١٦٦ E. Robertson*١٦٧  E. Robertson,The Old Testament Problems*١٦٨  R. Brinker
 *١٦٩  R.Brinker.,The Influence of Sanctuaries  


 , U Cassuto.,La Questione de la Genesis  *١٧٠ 
 E. Dornseiff "ZAW.LII-LIII,1934 - 5 Antike und Alter  Orient  .*١٧١
١٧٤  Form Criticism  H.Gunkel+ H. Gressmann *١٧٥ 
Die Schriften des Alten Testaments ,1911  *١٧٦ 
*١٧٧ Formal Scandinavian 
*١٧٨ J.Pedersen  1931ZAW.XLIX.pp161-181
*١٧٩  Uppsala School
 The Late Ivan Engnell - founder of- Uppsala School  *١٨٠ 
*١٨١ Traditio – historical Old Tradition,1954 " *١٨٢
 *١٨٣
School  of  Liebzeg  
The Late Albrecht Alt*١٨٤
*١٨٥M. Noth  Uberlieferungsgeschichte des Pentateuch , 1948 
Hexateuch *١٨٦
Tetrateuch*١٨٧ 
Eeinrich Euald  1875 *١٨٨  *١٨٩  Fragmentary theory
*١٩٠ H.Gunkil ١٩١* Fragmentary theory
Geddes*
192 - *١٩٣ Vater--
-
*١٩٤ De wette-*١٩٥ P.Vollz
*
١٩٦  W.Rudolph
*١٩٧  Supplementary hypothesis
Radical Criticism of G.Von Rad *١٩٨
*١٩٩   PA
 
*٢٠٠   PB
*
٢٠١  Die Priesterschrift in Hexateuch , 1934
*
٢٠٢Des Fregemchichichtliche Problem des Hexateuch
*٢٠٢Des Fregemchichichtliche Problem des Hexateuch
*٢٠٣ Cultic Creed 
*٢٠٤  Radical
 
*٢٠٥  Amphictyong